المبادئ القرآنية للعدالة الاجتماعية وتطبيقها على نماذج الحوكمة الحديث

الملخص

تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف القيم والمبادئ القرآنية المتعلقة بالعدالة الاجتماعية، وتحليل مدى إمكانية تطبيقها في سياقات الحوكمة الحديثة لتعزيز المساواة والرفاهية الاجتماعية. تُعَدّ العدالة الاجتماعية ركيزة أساسية في الإسلام، حيث تأمر التعاليم القرآنية بإقامة العدل بين الناس، وتحقيق التكافل الاجتماعي، وضمان توزيع عادل للثروات والفرص. يشمل البحث دراسة تفصيلية للمبادئ القرآنية مثل المساواة، والتكافل (من خلال الزكاة والصدقات)، والشورى (المشاركة في صنع القرار) وكيف يمكن لهذه القيم أن تعالج التحديات المرتبطة بالعدالة الاجتماعية التي تواجه العديد من نظم الحوكمة في الوقت الحالي. تعالج الدراسة مشكلة نقص العدالة الاجتماعية في العديد من الدول، بالرغم من وجود أنظمة حوكمة تدعي العمل على تحقيق العدالة والمساواة. وتوضح أن هناك فجوة كبيرة بين المبادئ النظرية والتطبيق العملي للحوكمة، مما يؤدي إلى زيادة التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية. ومن هذا المنطلق، تستعرض الدراسة إمكانية تبني المبادئ القرآنية لتعزيز قيم العدالة الاجتماعية بشكل فعال في الأنظمة الحديثة. انطلقت الدراسة من فرضية مفادها أن المبادئ القرآنية، مثل الشورى والتكافل، يمكنها أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الحكم الرشيد وتقليل الفوارق الاجتماعية إذا تم تكييفها لتتناسب مع احتياجات العصر. قدمت الدراسة تحليلاً نقدياً للنماذج الحالية للحوكمة مثل الديمقراطية والرأسمالية، وناقشت كيفية إدماج المبادئ القرآنية لتحقيق تأثير إيجابي في تعزيز العدالة الاجتماعية. كما تناولت التحديات التي قد تواجه تطبيق هذه القيم القرآنية، وطرحت طرقاً للتغلب على هذه التحديات، بحيث يمكن توظيفها ضمن الأطر السياسية والقانونية المعاصرة. تتضمن الدراسة أيضاً دراسات حالة من دول إسلامية وغير إسلامية لتوضيح كيفية تطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية بنجاح. من الناحية النظرية، تسعى هذه الدراسة إلى إثراء النقاش حول دور الدين في صياغة سياسات الحوكمة والعدالة الاجتماعية، بينما من الناحية التطبيقية، تهدف إلى تقديم توصيات عملية لمتخذي القرار حول كيفية إدماج المبادئ القرآنية ضمن السياسات العامة لتعزيز المساواة وتقليل التفاوت الاقتصادي. الختام يشمل توصيات محددة حول كيفية الاستفادة من هذه المبادئ لتحقيق مجتمع عادل ومتوازن، بالإضافة إلى دعوة للباحثين لمواصلة استكشاف هذا الموضوع بهدف تطوير نماذج حوكمة مبتكرة ومستدامة