دور القرآن في تشكيل التصورات المعاصرة للعدالة الاجتماعية: استكشاف موضوعي

الملخص

تُعَدّ العدالة الاجتماعية موضوعًا مركزيًا في الخطاب المعاصر، حيث تتناول قضايا المساواة والإنصاف والتوزيع العادل للموارد والفرص. وفي ظل عالم يشهد تزايد الفجوات الاجتماعية والتفاوتات الاقتصادية، تبقى العدالة ركيزة أساسية لتحقيق رفاهية الأفراد والمجتمعات. وعلى الرغم من تطور مبادئ العدالة الاجتماعية عبر الزمن، فإن جذورها ممتدة في مختلف التقاليد الثقافية والدينية والفلسفية. ومن بين هذه المصادر، يشكّل القرآن الكريم مرجعًا عظيمًا يوجه نحو تحقيق العدالة والإنصاف والتناغم الاجتماعي.   يُعَدّ القرآن الكريم، الذي يؤمن به المسلمون باعتباره كلام الله، مصدرًا شاملاً يوجّه السلوك الإنساني، ليس فقط في الأمور الروحية، بل أيضًا في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويؤكد القرآن على أهمية العدالة كركيزة أساسية لبناء مجتمع عادل ومزدهر. وتتداخل مفاهيم العدالة في القرآن مع الأبعاد الأخلاقية والروحية، حيث تسلط الضوء على الحقوق والواجبات التي تربط بين الأفراد وبينهم وبين المجتمع ككل. ومن خلال آياته الكثيرة، يدعو القرآن إلى تحقيق التوازن بين حقوق الأفراد ورفاهية المجتمع، ويحث على العمل بالعدل، ومساعدة المظلومين، وضمان التوزيع العادل للثروات والموارد.   يهدف هذا البحث إلى استكشاف دور القرآن الكريم في تشكيل التصورات الحديثة للعدالة الاجتماعية. ومن خلال تحليل الموضوعات القرآنية الرئيسية المتعلقة بالعدالة والمساواة والرفاهية الاجتماعية، يسعى هذا البحث إلى تسليط الضوء على كيفية استمرار هذه التعاليم القديمة في التأثير على مفاهيم العدالة في العصر الحديث. وسيتناول البحث التركيز القرآني على المعاملة العادلة للفئات المهمشة، وتحديد الحقوق والواجبات داخل المجتمع، وأهمية المسؤولية الجماعية لتحقيق الإنصاف الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، سيناقش البحث مدى ارتباط هذه التعاليم بقضايا العصر الحالي التي تتعلق بالفقر وعدم المساواة والظلم الاجتماعي.   وبهذا يسعى هذا البحث إلى إبراز الحكمة الخالدة الكامنة في القرآن الكريم، وتشجيع فهم أعمق لكيفية تطبيق تعاليمه في مواجهة التحديات الاجتماعية الحديثة. ومن خلال الجمع بين التفسيرات التقليدية والمعاصرة للقرآن الكريم، يقدم هذا البحث رؤى حول كيفية استمرار القرآن في إلهام الجهود الرامية إلى بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافًا في الزمن الحاضر.